Wednesday, July 8, 2009

الحب عندما يصبح جرجرة / الجزء الاول

عراقي انا مهنتي البكاء بدموع او بدونها، ابكي كثيراً حتى اني بكيت قبل ان اولد بزمن بعيد
***
خلايا ذاكرتي امتلأت قسراً باصوات انفجارات الصواريخ والقنابل والمففخات والناسفات واللاصقات وضجيج سيارات الاسعاف واطفاء الحرائق التي لاتنتهي
***
عاصرت حروباً قاسية كثيرة حتى اختلطت علي الاحداث والازمان والشخوص وفي كل هذا لم ارى غير الابرياء يدفعون الثمن باهضاً من دمائهم الطاهرة التي وعلى مر العصور سالت انهاراً على ارض الرافدين المباركة
***
ارضي هي ارض الحضارات الاولى ففيها وجدت اول ابجدية للكتابة واول قانون ينظم علاقات البشر مع بعضهم وقبل ذلك كله وبعده عاش على جنباتها الكثير من انبياء واولياء الله الصالحين عليهم السلام اجمعين ولكن ذلك كله لم يؤدي ابداً ولاسباب كثيرة ومتعددة الى اشاعة العدل والاستقرار والرخاء في بلدي فلقد سيطر على انسانها المغلوب على امره واستولى على خيراتها الوفيرة في معظم الازمنة الغابرة الكثير من الغزاة والعديد من الطغاة الذين لم يرحلوا الا بعد ان خلفوا ورائهم الخراب والدمار في البلاد والاهات الحرى والآلام الحادة في النفوس المسالمة
***
هاهو القتل يمشي سارح الوجه من امامي وخلفي وقد خطف أعزة لي كرام علي بكيتهم كثيراً بدموع الحزن الابدي.لابد لي من الرحيل عن ارضي واحبتي وذكرياتي. سلاماً امي، سلاما ابي، سلاما اخوتي واخواتي، سلاما اقربائي وجيراني واصدقائي، سلاماً ارض دجلة والفرات


سلاماً ايها الاحبة ان محبة امل
سلاماً كله ُقبل كأن صميمه ُشعل


***
يااحبتي ستبقون في قلبي اذكركم في كل نبضة قلب ودفقة دم وياارضي لاارض ستسعدني سواك، ويادموعي توقفي حتى حين، وداعاً ياوطني وداع ابن لك مخلص يهرب من الموت ويتشبث بالذكرى ويجاهر بحب لك متجدد لن يخفت ابدا


وداعاً مااردت لك الوداعا ولكن كان لي املٌ فضاعا


***
مرحى لكم يامن بقيتم في الوطن الحبيب تتحدون الاقدار الغادرة والزمان الرديء. اقبلكم جميعاً فان انانيتي لاتستطيع الوقوف امام شموخكم الذي يضاهي شموخ النخيل وانتم تصارعون شبح الموت على ارضنا المباركة. يااحبتي وياايتها الارض المباركة انا مسافر عبر هذه الصحراءوقد تهيئت لهذا السفر القسري بشربة ماء زلال من دجلة ام بغداد الطيبة


حييتُ سفحكِ عن بعدٍ فحَييني
يادجلة الخير , يا أمَّ البساتين ِ

حييتُ سفحَك ظمآناً ألوذ به
لوذ الحمائِم بين الماءِ والطين

يادجلة الخير ِيا نبعاً أفارقه
على الكراهةِ بين الحِينِ والحينِ

إني وردتُ عُيون الماءِ صافية
نَبعاً فنبعاً فما كانت لتَرْويني


***
وصلت الارض المجاورة فاصبحت غريباً مشرداً، لفني البرد ليلاً بعبائته القارصة. مسافر انا زاده الذكرى والالم. خرجت صباحاً لارى وجوهاً من بلدي يغشاها الوجوم والضياع والحيرة فذكرتني باهلي الكرام وارضي الطيبة فخرجت دموعي مدرارا



يا غريب أذكر هلك والكالهه بحجايه يتنكت
هيج جروح الكلب والعين دموعهة هموم كتت
ذكروهة وعادة اليذكر يحن والروح لأهل الروح حنت
أخ ياروحي الكبل جانت عزيزة شلون ذلت


***
كفاني بكاءً فلقد بكيت دهراً فليكن بعد هذا اليوم "بكائي في الحوادث غالي" ولارفع راسي شامخاً فانا عراقي ولابد لي من العثور على امل ما من بين مسلسل الحزن العراقي المستمر وانت ايتها الطيور الطائرة احملك هذا النداء الصادر من اعماق اعماق اعماق القلب


ياطيور الطايره مري لهلي ياشمسنا الدايره ضوي بهلي
وسلميلي وغني بحجاياتنا سلميلي ومري بولاياتنا
ااااااااااااااااااااااه لو شوكي جزه تاه ويه نجمه
اااااااااااااااه لو صيف العمر ماينطي نسمه
والهوى دواغ الحبايب عذيبي يغفه ويه الكصايب
وسلميلي يا طيور الطايره وسلميلي يا شمسنا الدايره
ياطيور الطايره شوفي هلي وياشمسنا الدايره بفرحت هلي
سلميلي الشوك يخضر بالسلام والمحبه
سلميلي الشوك طير وياج رايح عرف دربه والسما مصحيه
وسلميلي يا طيور الطايره وسلميلي يا شمسنا الدايره